مركز جزيرة العرب للدراسات والبحوث هو مؤسسة بحثية يهدف إلى تحقيق مفهوم جديد للتربية؛ يتلاءم مع الانفجار المعرفي والثورة العلمية والتقنية التي نعيشها؛ للنهوض بالبحوث العملية والأساسية والتطبيقية بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتدريب القدرات البحثية، وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد عن بعد؛ وللمركز في سبيل تحقيق أهدافه.
تاريخ استلام البحث : | 2020-05-13 |
تاريخ قبول النشر : | 2020-06-17 |
تاريخ نشر البحث : | 2020-06-30 |
الباحث/ طـارق عبد الحكيم علي الوهباني
طـــالـب دكتـــــــوراه بقســـــــــم اللغــة العـربــيــــــــــــة|| كليــــــة اللغــــات|| جــــــــامـعــة صنعـــــــــــاء
E: tariq2018abdulhkeem@gmail.com || phone: 00967771477919
يعرض هذا البحث موضوعاً مهماً في الدراسات النحوية؛ إذ يهدف إلى الكشف عن جانب غامض من جهد الحيدرة اليمني([1])، وهو اعتراضاته على النحاة في الوقف. وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي في تحليل نص اعتراض الحيدرة على النحاة ومناقشته من خلال كتب النحاة القدامى والمحدثين. وقد اشتمل البحث على محورين، هما: المحور الأول: اعتراضات الحيدرة على النحاة في الوقف بالرَّوْم والإشمام والتضعيف، والمحور الثاني: اعتراض الحيدرة على النحاة في الوقف بالنقل. وتوصل البحث إلى أن الرَّوْم يأتي في المرفوع والمجرور والمنصوب؛ لأن الرَّوْم لا يعني إخفاء الحركة تماماً كما فسره القراء والحيدرة، وإنما هو صويت ضعيف يتبع الحرف تنبيهاً للحركة، بمعنى أن الحركة لم تسقط جميعها، بل ينطق ببعضها، وهذا يضعف ما ذهب إليه الحيدرة المتابع للقراء بمنعهم الرَّوْم في المنصوب، فهم اعتمدوا في ذلك على مصدر وحيد من مصادر السماع وهو القراءات القرآنية، في حين أن النحاة اعتمدوا على ما جاء عن العرب، فهو الأكثر في كلامهم. كما أن الوقف بالنقل جائز عند العرب؛ لأنهم استعملوه في الشعر والنثر، وهذا يضعف حكم الحيدرة على استعمال العامة للوقف بالنقل بأنه ضعيف جداً ؛ لأن حكمه مبني على أقوى المذاهب في الوقف وليس على الاستعمال. وقد أوصى الباحث بـضرورة الاهتمام بالفكر النحوي عند نحاة اليمن، لا سيما في عصـر الحيدرة، والاهتمام بعلماء اللغة والنحو في اليمن، وعلى الجامعات اليمنية الاهتمام بالتراث النحوي اليمني وإحيائه، وإبراز علماء اللغة والنحو في الدراسات اللغوية الحديثة، ورفع مكانتهم. كما يقترح الباحث إجراء دراسة مستفيضة حول الفكر النحوي عند الحيدرة اليمني من خلال كتابه كشف المشكل في النحو، ودراسة اللغات أو اللهجات في (كشف المشكل في النحو) للحيدرة اليمني في ضوء نظريات علم اللغة الحديث (صوتياً- صرفياً- نحوياً- تركيبياً).
[1]- هو علي بن سليمان بن أسعد بن إبراهيم بن علي بن تميم الحارثي المدني، ويكنى بـ (أبو الحسن)، ولُقِّب بالحيدرة اليمني النحوي التميمي، ولم تذكر كتب التراجم سنة ولادته، وإنما اكتفت بمكان ولادته، فقد ولد ببلاد بكيل من أعمال ذمار، وحاز الحيدرة على ثقافة واسعة حصل من خلالها على مكانة رفيعة بين علماء عصـره، وهي ما وصفه به مؤرخو التراجم، فقد كان فقيهاً، وأديباً من وجوه أهل اليمن وأعيانهم، علماً ونحواً وشعراً، والعلامة المحقق إمام النحو، فريد زمانه، وأحد علماء الزيدية وفضلائهم وفصحائهم، وهو أحد مفاخر اليمن، والشيخ الإمام والعالم الصدر، صاحب نكتة وأدب، وتوفي سنة خمسمائة وتسع وتسعين للهجرة. ينظر: عمر بن علي بن سمرة الجعدي (1956): طبقات فقهاء اليمن227، وعمارة اليمني (1976): تاريخ اليمن المسمى المفيد في أخبار صنعاء وزبيد97، والحيدرة (1984): كشف المشكل في النحو 1/11، والسيوطي (1965): بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة2/168، والقاضي شهاب الدين بن أبي الرجال (2004): مطلع البدور ومجمع البحور3/253، والزركلي (2002): الأعلام4/291، وعبدالله محمد الحبيشي (2004): مصادر الفكر الإسلامي في اليمن375.